بشرى لوطن الشمس
14 آگوس 2014 پنج ش
إننا ندخل من باب كوبانى التي مسحت الحزن عن عينيك وألبستك ثوب الفرح بمناسبة التوحد مع صرخة الحرية الأولى...
نازليجان جكر
في إحدى الأيام كانت هناك سيدة عجوز تروي قصة عشقها مع البحر، لم تتوقف أبدا عن سرد حكايتها إلا عندما قاطعتها بسؤال عن موطنها، ربما كان ذلك السؤال يثير في نفسها مشاعر مؤلمة تعودت مع الأيام أن تخبئها في عشقها للبحر، ومضت بعد برهة من الزمن، لكن البحر لم يتوقف عن الهيجان والمد والجزر، وبدأت أفكر لماذا البحر والعشق ولماذا السيدة العجوز لم تجاوبني عندما سألتها عن موطنها. كان هذا مجرد خيال لااكثر، ولااعرف لماذا تخيلت مثل ذلك الخيال، هل كان مجرد صدفة، لااعرف ولكن كل مااعرفه بأنني تخيلت ذلك بينما كنت اتأمل في تجاعيد وجه جدتي وهي تحاور سيدات مسنات في عمرها، وكلما كانت تتحدث عن ابنتها التي أصبحت لها أكثر من عشر سنوات بين صفوف حركة حرية كردستان، كانت تزداد حزنا وتوهجا في الوقت نفسه...ومنذ ذلك اليوم لم تفارق فكرة الوطن خيالي الطفولي الصغير، ومنذ ذلك اليوم والعديد من الأسئلة بدأت تدور في خيالي الطفولي الصغير، وكلما كنت اكبر كان خيالي يكبر معي أيضا ومعه تكبر قصة عشقي مع فكرة الوطن....هذه المقدمة لاتروي قصة احد ما، ولاتهدف إلى إلقاء الضوء على فكرة معينة، وانما تود إلقاء الضوء على حقيقة عمق أسئلة الأطفال الكرد مع وطنهم كردستان، وفي نفس الوقت تعكس عشق المسنين للبحر الغامض الذي لايخبئ في أمواجه سوى قصصهم المخبئة مع بحر الحياة الغامض. عندما يكون موضوع الحديث احد أجزاء كردستان، تفرض أجزاء كردستان الاخرى نفسها بشكل حتمي للحديث عنها وذكر أسمائهاحتى لو كان مجرد سردا لأسماء الأجزاء، وهكذا في الوقت الذي نذكر أسماء أجزاء كردستان(باكور باشور روجهلات روجافا)، فهذا يعني الإشارة مرة أخرى إلى حقيقة تقسيم كردستان بيد الاحتلال، ولكن بالرغم من ذلك وبالرغم من مضي عشرات السنين لازالت كردستان تقاوم أمام الانقسام حتى عندما يذكر اسم احد الأجزاء يعجز اللسان عن الحديث عنها دون ذكر الأجزاء الأخرى، ومن يدري فقد يكون هذا الأمر أيضا من إحدى قصص كردستان المخبئة التي تثير فينا رغبة البحث عن حقيقة غموض عشقها. تقترب الذكرى السنوية لثورة التاسع عشر من تموز في روجافا، ولازلنا نتحدث عن مقاومة الرابع عشر من تموز في سجن ديار بكر في باكور، ولم تلتئم الجراح بعد في روجهلات وهي تمر مرة اخرى في الثالث عشر من تموز الذي قتل فيه زعيم ثورة الديمقراطيين عبد الرحمن قاسملو...الخ، وكأن يوم التاسع عشر من تموز جاء ليغير تاريخ الحزن والألم في كردستان ليتحول إلى بسمة أمل على شفاه شمس كردستان... لهذا ياروجافا اسمحي لنا بالقول بأنك تحملين الورد للينابيع وتنسجين من خيوط القمر زنارا يزين صدر كل المقاتلين المدافعين عن جمال بسمتك، وتحملين الدفء للزوايا المخبئة في كتب التاريخ المنسية، ولازالت كردستان تعجز عن وصف حالتها عندما شكل الجلاد من بذور السموم حقلا من حدود الألغام حول صدرك ليفصلك عن باقي أجزاء كردستان. تتمايلين كالسنبلة على أنغام الماضي وتدقين للحاضر أنشودة الحب وتخبئين للغد هدية ميلاد الأمل من جديد، وأصبحت تعزفين على وتر القلوب قصيدة البحث عن درب الحقيقة، وتغمزين لأحلام الأطفال باللعب مع النجوم في ليلة العيد، وفي كل مرة تلبسين رداءك المزين بالنجوم تسطرين نقشات أجمل على وجه الشمس. لم يعد يهمك الكلمات لأنك أتقنت لغة الورود، ولم يعد يهمك الجمال لأنك صنعت بحسنك أسطورة جديدة، وإذا كنت تشاكسين البحر في المد والجزر، فان القمر لن ينسى وعدك له بالسكون والتأمل في بياض ألوانه الكثيرة...والآن هل تسمحين لنا فتح أبواب غموضك، وهل تسمحين لنا بالرقص على أنغام صمتك المليء بالكبرياء، وإذا كنت لااتقن لغة التحدث مع عالمك الجميل، فإنني اعتذر للجمال عن التأخر في فك شيفرات أبواب المعرفة. فكرنا بالحديث إليك وترنحنا على حبال الصراع في ما بين اختيار باب الحزن أم الفرح للدخول إلى بوابة تاريخك، وما بين الحزن والفرح انفجرت ينابيع الضحك والدموع وتداخلت مع بعضها البعض وسقت كافة الورود والأشجار الموجودة في حديقتك، والآن كيف يمكننا الدخول وكيف يمكننا فصل أجزاء المياه عن بعضها البعض...والآن يا روجافا هل ندخل إليكِ من باب سينما عامودا التي لازالت صرخات الأطفال تدق بابها من ذلك اليوم الذي احترقت فيه الطفولة مع الأبواب المغلقة، أم إننا ندخل من باب كوبانى التي مسحت الحزن عن عينيك وألبستك ثوب الفرح بمناسبة التوحد مع صرخة الحرية الأولى.....أو ربما سنختار طريقة أخرى، لان سبل الوصول إلى الهدف لاتنتهي أبدا، لهذا فإننا سوف نسلك طريق الوصول إليك، بالطريقة التي تتوافق مع جنوننا وتناسب عشقك روجافا.... إذاً يا روجافا سوف نأتي إليك في التاسع عشر من تموز، حاملين في قلبنا شعاع تاريخ كردستان المضيء بانتصارك روجافا، نعم ياروجافا سوف تأتيك باكور من باب ماردين وسوف ترقص معك تلك الرقصة التي رقصت معها في تظاهرات نصيبين، وهاهو الشعب في باشور يرفص سياسات التفرقة ويأتي إليك في سفن الوطنية التي لم تغرق منذ زمن الثورة الوطنية الحقيقية التي شاركتها في حمل أعباء عشق الوطنية والثورة، أما روجهلات فإنها تنتظرك على منصة الإعدام التي خصصت لشبانها لتضرمي النار في قلب المتسلطين وتحرري الشبان من قرار الموت ولكي تصنعي من حبل الإعدام جسورا من الأمل تصل بين مهاباد وأورمية وكرمنشاه وبين قامشلو وكوبانى وعفرين. نعم ياروجافا ارفعي يدك ومدي بالسلام إلى قضية الأوطان التي أصبحت قبلة العشق لكافة الثوار، واصنعي من سنابل القمح تاجا يزين شعر كافة الثوريات السائرات على درب عشقك، واجعلي من بياض الثلج سماء ينشر السلام على أعين الإنسانية التي أدميت من كثرة الدموع.من الآن فصاعدا لن تخاف الأمهات من إنجاب الأطفال، ومن الآن فصاعدا سيصبح التاسع عشر من تموز يوم ميلاد الشعب في روجافا، ولن يخاف الأطفال من صوت إرتضام أحذية المتسلطين على الأرض وسوف يتعلمون لغتهم ويعتزون بها بكل كبرياء، وإذا حلموا ستكون كردستان الجميلة إحدى أحلامهم الكبيرة، وسوف يتعرفون على تاريخهم، وسيتحررون من الخوف الكامن الذي كان يزرعه المحتل في قلب أطفال كردستان لكي لايحلموا ولا يكبروا أحرارا. لهذا ياروجافا لن تسقطين أمام الغربان وإنما ستصحبين أقوى، وإذا كانت الوحوش تنهال عليك من كل صوب، فهذا لأنك جميلة وقوية وتستمدين شمسك من وجوه الشهداء الذين ساروا على درب كرامتك، لهذا نبارك مقاومتك وانتصارك على كردستان الأبية،ونبارك نصر التاسع عشر من تموز على كافة أبناء الشعب الكردي. ونهنئ المرأة على ريادتها للثورة التي ستصبح باب انتصار ثورة كافة أجزاء كردستان وثورة انتصار كافة الشعوب المنتفضة في وجه الأنظمة الفاشية، لهذا فلتأتي الهجمات كيفما شاءت ومن أي صوب، لان أبناء وطن الشمس قد كسروا جدار الخوف والصمت ولم يعد يخافوا من الليل، فكم هي كثيرة أفواج المحتلين على كردستان، وكم هي عظيمة مقاومتها. لهذا ليست هي المرأة الأولى التي يأتي فيها المحتلون أفواجا أفواجا على كردستان، ولكنها ستكون المرة الأخيرة.
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41
Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42