شنكال

09 سپتامب 2014 سه شن

الواقع التاريخي والثقافي والجغرافي لشنكال

جريدة روناهي

تقع شنكال أقصى غرب كردستان الجنوبية على بعد 50 كم شرق الحدود مع سوريا، وتربط بين سوريا والعراق، وتتوسطها لتكون طريقاً وممراً بين الموصل وحلب، وقد تأسست كقضاء تابع لمحافظة نينوى عام 1928 وفي عهد السلطان محمود كانت ولاية قائمة بذاتها، وهي تقع على طريق القوافل التجارية وحلقة وصل بين وادي الرافدين وبلاد الشام.تعتبر مدينة سنجار )شنكال( من أقدم المدن العريقة في التاريخ وقد عُرفت كمدينة بينما كانت تحيط بها الصحراء من كل جانب، كما تقول الدكتورة باتريشيا كارلية وهي من المراكز الرئيسية لوجود الأكراد الإيزيديين بالإضافة الى الكرد المسلمين والمسيحيين، وقصدها الكثير من المؤرخين والمستشرقين وكتبوا عنها وكل حسب رغبته ونظرته.وفي الوقت الحالي تتبع شنكال لقضاء نينوى إدارياً وتبعد عنها أربعة وثمانون ميلاً وهي من المناطق المستقطعة من كردستان التي يطالب أهلها بضمها إلى الخريطة الأم. ولأهمية موقعها التاريخي والتجاري وتنوع مناخها وخصوبة أراضيها كانت دوماً محط أنظار ومطامع الجميع وكانت في الألف الثاني قبل الميلاد جزءاً من الدولة الميتانية. أما عن تسميتها فقد تنوعت الآراء حول ذلك، منهم من يقول أنها تعود ل سنغاره التي تعود لاسم عملة عماد الدين الزنكي من آن سنقر أتابك الموصل سنة 521 هجرية 1127 ميلادية. ومنهم من يرى إن التسمية آشورية بابلية( معربة من سنكار الواردة في البابلية والمصرية والآشورية، وهناك من ينسب التسمية إلى بانيها سنجار بن دعر. والمؤكد أن تسميتها كالكثير من مدن وقرى العراق والمناطق الكردية لها دلالات عربية وكردية وفارسية وآرامية، على إن الأب انستانس يرى أن أصل التسمية فارسي وتعني الطير الجارح . شنكال مدينة المواقع الأثرية التي تصادفك في كل مكان؛ من خرائب باب الخان على طريق الموصل شنكال، التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتل طيري رش الأثري الذي يعود لثلاثة آلاف عام قبل الميلاد وقصر )كاخاني، خانيصور وكيرا شيكستي( في قربة زركا التي تعود ل 5200 سنة قبل الميلاد وكهف قجراغ وكهوف قز لكند وخرائب كوه كمت والسور الروماني. أما سكان شنكال وعشائرها فهم مجتمع متكامل يتكون من عدد كبير من العشائر الكردية وبالدرجة الأساسية الكرد الإيزيديين وهناك تقسيمات لهذه العشائر منها: الجوانا: وتتكون من )الهبابات، الدلكانو، مهركان، خالتا، مستوره، علي سوركا وعمرا( الخوركان: وتشمل )سموقه، هسكان، حليقيه، الدخيه، جقريه، جيلكان، كوركوركه ، مندكان وقيران( الفقراء: وتتكون من عدد من الأفخاذ )الزورو، الجندو، أوسو والكاكو(. وكذلك هناك تقسيمات دينية حسب الأصول العقائدية بالإضافة إلى وجود عشائر كردية مسلمة ك )البيوات، البشكان، الكيجلان، السرحوكيه وخدر خلف(. وتتوزع قرى شنكال على مقربة من مواقع الينابيع حول شنكال وعيون الماء للاستفادة من مياه الشرب والزراعة وكذلك البناء في حضن الجبل لتوفير أكبر قدر من الحماية، وهنا لا بد من الإشارة إلى سياسة التعريب التي تعرضت لها مناطق شنكال في السبعينات، وتم تغيير ديموغرافية المنطقة بأسرها، وتعريب أسماء المناطق والقرى وإفراغها من سكانها الكرد وتوطين العرب مكانهم. والعدد الهائل من الحملات والفرمانات التي تعاقبت على شنكال والتي استهدفت الكرد الإيزيديين تظهر مدى أهميتها. ولأن الإيزيديين من أقدم الديانات التوحيدية التي حافظت على عاداتها وتقاليدها وطقوسها الدينية، ولموقع شنكال على الطرق التجارية فقد كانت دوماً محط أطماع الجميع، ولم تتوقف الهجمات والحملات العثمانية طيلة القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن التاسع عشر. وتعرض الإيزيديون لاثنين وسبعين فرماناً وحملة استهدفت وجودهم وثقافتهم وأرواحهم، واستمر بعدها اضطهاد الحكومات العراقية المتعاقبة حتى السبعينات من القرن الماضي حيث تعرضوا لأبشع أشكال الاضطهاد، وحملات التعريب، والتهجير القسري لانتمائهم لقوميتهم الكردية، والحملة الثالثة والسبعين في عام 2007 والمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص في تل عزير و سبيا شيخدري. وفي عام 1975 فقط تم تدمير أكثر من مئة وخمسين قرية على يد النظام البعثي في آليان ، إضافة الى العشرات من القرى والأحياء التي أُبيدت تماماً وهجر من تبقى حياً إلى مركز التجمع وتم توثيق تدمير 27 قرية وترحيل أهلها إلى مجمع الجزيرة وتدمير وتهجير 12 قرية إلى مجمع القحطانية و 13 قرية إلى مجمع العدنانية إضافة إلى العشرات من القرى الأخرى التي تم \ترحيلها وتدميرها كمجمع البعث الذي ضم 16 قرية ومجمع تل البنات 12 قرية، لتكون مجموع القرى في جنوب شنكال 80 قرية تم حرقها وتدميرها وتهجير أهلها. أما في الشمال فقد تم توثيق تدمير وتهجير 66 قرية إضافة إلى العديد من القرى التي كان سكانها من الأكراد المسلمين ولم تسلم أيضاً من بطش النظام البعثي. لا يخفى على أحد أن شنكال من المناطق الكردية العريقة والقديمة جداً قدم التاريخ، وعاشت فترات عصيبة من الصراعات السياسية أنهكت مجتمعها، ولها إرث عظيم من المرارة والألم، كما لها إرث عظيم من التاريخ والتراث والثقافة، ولا تكفي مقالة كهذه لسرد تاريخ عريق وتراث كتاريخ الأيزيديين في شنكال. هذه اللمحة البسيطة عن شنكال بتاريخها وإرثها العريق وتنوع ثقافاتها ومكوناتها، وما تعرضت لها في السابق في عهد العثمانيين والنظام البعثي الشوفيني، يدل دلالة واضحة إن هجمات داعش اليوم ليست إلا امتداداً لتلك الهجمات والفرمانات التي تعرضت لها سابقاً ويظهر مدى الأطماع والمكائد التي يراد منها النيل من الكرد ككل في كردستان بأسرها. شنكال تقف من جديد وقفة البطولة والتحدي والشموخ، ولأنها تضرب بجذورها في عمق التاريخ وتقول: فلتأتي ثلاثة وسبعون حملة إبادة أخرى لكننا لن نركع، وسنخرج من باطن جبل شنكال ومن صخوره، ومن الينابيع سنخرج وستبقى شنكال في قلب كل كردي، وستبقى القبلة الكردية التي لم ولن تضام، وستبقى كما قال القائد آبو «الأكراد كحديقة جميلة الإيزيديون أجمل زهرة تزينها

Parve bike |

الكتب الملفات الصوتية ابحث الاتصال

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 37

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 38

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 39

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 40

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 41

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/komunar/public_html/ar/includes/reklamlar.php on line 42